Volume 17

يعتبر قطاع السياحة أحد القطاعات الرئيسية على مستوى العالم، حيث أصبح أحد المجالات التي توليها الغالبية من دول العالم اهتماما خاصا. وفي الوقت الذي تتجه معظم الأنظار نحو قطاع السياحة باعتباره رافد أساسي لاقتصاديات كثير من الدول سواء النامية منها أو المتقدمة، إلا أن العديد من الخبراء يرى أن أهمية السياحة لا تتوقف عند تأثيراته الاقتصادية المباشرة فقط، بل تمتد لتشمل أهميات أخرى عديدة.ولعل أحد أبرز الخصائص الهامة لقطاع السياحة هو قدرته على توفير فرص العمل للعديد من فئات المجتمع سواء منها الماهرة أو غير الماهرة، المتخصصة في مجال السياحة وغير المتخصصة، حيث أبرزت منظمة السياحة العالمية بالأمم المتحدة في مناسبات عديدة أن السياحة تساهم بما يزيد عن 9% من الوظائف على مستوى العالم. وتعتبر قدره السياحة على خلق فرص عمل لأصحاب رؤوس الأموال المحدودة ميزة أخرى لهذا القطاع الهام، حيث تعتبر المشروعات الصغيرة والمتوسطة ركيزة أساسية لأي نشاط سياحي خاصة في مجالات مثل الإعاشة وبيع التذكارات.من جهة أخرى تحظى منطقة الشرق الأوسط بمكانة خاصة في السياحة العالمية، فعلى الرغم من نصيب المنطقة المحدود من الحركة العالمية والذي لم يتجاوز حاجز 50 مليون سائح في عام 2019، إلا أنها في الوقت ذاته حققت أعلى معدلات للنمو السياحي والتي وصلت إلى 8% مقارناً ب 5% كمتوسط عالمي عام 2019 وهو ما يشير لقدرة المنطقة على التوسع والنمو السياحي. وتعد منطقة الشرق الأوسط أحد المناطق التي تبرز فيها أهمية السياحة كقطاع صانع للوظائف بالنظر لحجم البطالة في العديد من دول المنطقة. من هنا تأتي أهمية هذا الملتقى والذي يسعى للتركيز على علاقة التعليم السياحي بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومدى قدرة مؤسسات التعليم السياحي على دعم التوجه نحو تشجيع مثل تلك المشاريع.